Friday, April 17, 2020

كل عام و أنت خيرنا

‏والدي العزيز،

 كل عام و أنت خيرنا،

 أعلم أنه لطالما كان من المهم السعادة في يومنا هذا، و بالطبع الأرجل المتسترة بالليل حتي تفاجئك، و في كل مرة كنت أري تلك الإبتسامة، و أتخيل عقلك سعيداً أننا مازلنا هنا من أجلك، نتذكرك، و مازلنا نتذكرك يا والدي. لكن يا والدي نيران الشموع لم تطفيء اليوم، و زادت من حرائق قلبي، أما عن الكعك .. فأعطيته للصغار حتي تُسعدهم مثلما فعلت، فيستكين ما بي من خوف، بأنك مازلت معي، مازلت هنا.
 أراك يا والدي اليوم في منامي، أطمئنك علي حالي و حال إخوتي، و من الأكيد أنني لن أنسي حب حياتك، نور المنزل، نور منزلي، و ما إن ترحل حتي أبكي، فأنا لم أعتد الكذب عليك يوماً.

 والدي العزيز،

 أردتك بيننا هذا العام، أكثر من أي عامٍ مضي، و لم أعد أستطيع الإنكار ولا القتال، فكنت في تلك الحرب من القتلي، وحيد يرقص في جسدٍ خاوي، و مازلت أحكي فقط لنفسي ما بنفسي. 

 والدي العزيز، 

 كل عام و أنت بخير، و أراك قريباً.

١٨.٤.٢٠٢٠


Sunday, April 5, 2020

والدي العزيز،

‏والدي العزيز، 
  تركتني رضيع القلب شاب الجسم عجوز العقل
 لم يخطر ببالي يوماً ألا أجدك بجانبنا
 مازلت أراسلك عبر النجوم
 و أنتظر ردك يوماً أستقبله
 فما أنت سوي روح تطوف الفضاء
 و أنا نُطفة تبحث عن هدف علي الأرض
 وحَشُكَ عَمَرَ مدناً بداخل فؤادي الحزين
 ثم تمدنت دموعي الأزقة و الطُرُق

والدي صغير السن،
 لم أعَد رضيعاً بعد اليوم
 لم أعد ذاك الشاب الساذج
 لم أعد العجوز المُتعب
 أصبحت كائناً مُختلاً
 لا يعرف الفرق بين الحلم و الحقيقة
 تهشمت آماله يوم أن قُوبل بالفراق
 و صار السراب هو كل ما يتمني

والدي الجميل،
 كل ما رأيت في الدنيا قبيحٌ من بعدك
 أردت رؤية روعة الحياة و نعيمها
 فتبدلت ببؤس و خراب
 أصبحت أري بداخلي بيوتاً قديمة مهجورة
 لم يسكنها أحد من أبد الآبدين 

 والدي العزيز،
   إنتظرني.

Monday, March 16, 2020

في أزقة المدينة


"في أزقة المدينة ذات الأضواء المنعكسة علي ألواح الأسفلت بعد هطول المطر لعدة ساعات، و كأن زيوس أراد الهلاك لمن سكنوا بيوتها، جوٌ بارد و رياحٌ خفيفة،
أمضي في طريقي و لا يرافقني سوي السيجارة و سماعات الأذن"

أعشقها، لا أعتقد
أُحبها، لا مستحيل
تُعجبني، و هذا كافٍ لي
حتي الآن و حتي الغد
لا أستطيع أن أكون أكثر من هذا
-       نحن الجنود الذين قُتلوا في الحرب و عادوا ديارهم بلا روح
لا أعلم إن كنت أنا الأفضل لها أم هو
-       حربٌ لم نعلم قساوتها، لكننا دوماً ما أردناها
لا أُريدك حباً في نفسي، و أُحبك حباً في الحياة
-       إعلم يا ولدي أن المهزوم في حروب العشق، يُدفن بقلب حبيبته
لم أعد أحتمل مدي الإشتياق، والهوة بداخلي تزداد عمقاً، و الشياطين برأسي تأبي
الصمت
-       إعلم يا بني أنك كنت و ستظل أعظم إنتصاراتي
قلبي نصفه مُعلق بالسماء، و النصف الآخر في الدنيا
-       لم أُرد يوماً تركك وحيداً بلا سند
أُصارع كل يوم حتي لا يموت، فلا يصبح لي وجودٌ هنا بعد الآن
-       أراك بعد عمرٍ طويل يا ولدي
أراك عن قريب يا والدي.

١٨/١/٢٠٢٠






Thursday, September 27, 2018

يا قلبي الضعيف

لم أرد يوماً أن يطرق الحب بابي !
أن يتخذ قلبي ملاذاً بعيداً عن الغرباء
هذا الحب الملعون !
الذي نفي الشفقة و الرحمة من بلاد المغرمين
و أبدلها بالمذلة و الإشتياق و عذاب النفس.

فلتتبتعد عني أيها الموت المُتخفي في رداء العشق
و لتترك فؤادي خالي من التشوهات و الشروخ
فأنا لست بقادر علي معاناة فقدان الحبيب
الذي قد يكبل شرايين عقلي بذكراه
و يعزف معزوفة اللوعة علي أوتار عقلي
فأجد نفسي هائماً لا أبالي بالحياة
و العزلة تصبح مَخدعي و مَهربي.

فها أنا أرددها أيها القلب الضعيف
الحالم بسماوات العشق و عصافير المودة
إذا كان قرارك أن تدق دقات الحنين القاتلة
فعليك العثور علي روحٍ تحتمل الدمع
فأنا لم أكن و لن أكون يوماً
عاشقاً مجروحاً في قرية النسيان.













Friday, November 29, 2013

يا من تنتظرها !

لم أتوقع يوما أن أطمئن
فلطالما كان هناك هذا الشئ الذي لم أتمكن للحظة أن أخترقه
فكل ما بوسعي هو أن أومئ و أشير .. لأرشدك
لتكملي حياتك في عالم شِبه إنساني
و تَكونت بشكلٍ ما حياتي عليكي .. بل معكي
محاولةً الفرار مني و اللجؤ لآخر
يا من تنتظرها !
ليس بوسعي منعك
أو الوقوف في طريقك
لتكن حصناً يحميها ، و نارا تدفئها
فلتدرك ما بيدك من ثروة
و قرابة للنقاء
قد أثَارت غِيرة القمور و الملكات
و أرادها جميع المنجمين
زهرة وسط وحوش
فقد عرفتها و أدركتها
لكن فشلت في إضاة ما بداخلي
و جَعلها تري نور حبي
فأنا المظلم و فاعل الخير
من حاول أن يقاوم الواقع
لتأخذها أنت من دون خدوش .. سليمة و بَراقة
الحقيقة .. أنها حتي لو كُسِرت لما لاحظت
من كثرة ما بداخلها من جمال !