والدي العزيز،
تركتني رضيع القلب شاب الجسم عجوز العقل
لم يخطر ببالي يوماً ألا أجدك بجانبنا
مازلت أراسلك عبر النجوم
و أنتظر ردك يوماً أستقبله
فما أنت سوي روح تطوف الفضاء
و أنا نُطفة تبحث عن هدف علي الأرض
وحَشُكَ عَمَرَ مدناً بداخل فؤادي الحزين
ثم تمدنت دموعي الأزقة و الطُرُق
والدي صغير السن،
لم أعَد رضيعاً بعد اليوم
لم أعد ذاك الشاب الساذج
لم أعد العجوز المُتعب
أصبحت كائناً مُختلاً
لا يعرف الفرق بين الحلم و الحقيقة
تهشمت آماله يوم أن قُوبل بالفراق
و صار السراب هو كل ما يتمني
والدي الجميل،
كل ما رأيت في الدنيا قبيحٌ من بعدك
أردت رؤية روعة الحياة و نعيمها
فتبدلت ببؤس و خراب
أصبحت أري بداخلي بيوتاً قديمة مهجورة
لم يسكنها أحد من أبد الآبدين
والدي العزيز،
إنتظرني.
No comments:
Post a Comment