Sunday, April 5, 2020

والدي العزيز،

‏والدي العزيز، 
  تركتني رضيع القلب شاب الجسم عجوز العقل
 لم يخطر ببالي يوماً ألا أجدك بجانبنا
 مازلت أراسلك عبر النجوم
 و أنتظر ردك يوماً أستقبله
 فما أنت سوي روح تطوف الفضاء
 و أنا نُطفة تبحث عن هدف علي الأرض
 وحَشُكَ عَمَرَ مدناً بداخل فؤادي الحزين
 ثم تمدنت دموعي الأزقة و الطُرُق

والدي صغير السن،
 لم أعَد رضيعاً بعد اليوم
 لم أعد ذاك الشاب الساذج
 لم أعد العجوز المُتعب
 أصبحت كائناً مُختلاً
 لا يعرف الفرق بين الحلم و الحقيقة
 تهشمت آماله يوم أن قُوبل بالفراق
 و صار السراب هو كل ما يتمني

والدي الجميل،
 كل ما رأيت في الدنيا قبيحٌ من بعدك
 أردت رؤية روعة الحياة و نعيمها
 فتبدلت ببؤس و خراب
 أصبحت أري بداخلي بيوتاً قديمة مهجورة
 لم يسكنها أحد من أبد الآبدين 

 والدي العزيز،
   إنتظرني.

No comments:

Post a Comment